سارعت فرق الإغاثة في بعثة الهلال الأحمر القطري في لبنان، إلى تفقّد أحوال اللاجئين السوريين في بلدة عرسال البقاعية، حيث اطّلعت على حجم الأضرار التي خلّفتها العاصفة «بربارة»، والحاجات والأولويات الملحّة، لا سيّما أن المنخفض الجوي الذي يضرب لبنان منذ مساء يوم الأربعاء الماضي، محملاً بالثلوج والأمطار، ترافق مع عواصف رعدية مصحوبة برياح شديدة وكتل هوائية باردة.
السيول الجارفة التي أغرقت 1065 خيمة في بلدة عرسال، وفق الإحصاءات الأوّلية، استدعت تدخلاً عاجلاً من قبل الهلال الأحمر القطري، لمباشرة عمليات الإغاثة والدعم بعد أن تحوّلت هذه المخيمات إلى مستنقع مائي، حيث تضرّرت 400 خيمة بشكل كامل و 600 خيمة بشكل جزئي، بالإضافة إلى 65 خيمة كانت قد أُفرغت من محتوياتها، ما أدّى إلى تشرّد نحو 250 عائلة سورية، لجأت إلى المخيّمات التي لم تجتاحها مياه الأمطار وإلى بيوت الأهالي في عرسال.
وقد بادر قسم الإغاثة في البعثة، إلى فتح الطرقات وإخراج اللاجئين من الخيم الغارقة بالمياه، وبالتالي سحب المياه، وتحديد الاحتياجات وتقييم الأضرار، حيث تضرّر أيضاً نحو 300 غرفة أسقفها من التوتياء ونحو 239 غرفة أسقفها من الباطون، وسيعمل الهلال الأحمر القطري على معالجة الأضرار، وذلك لتخفيف معاناة اللاجئين، خصوصاً أن العاصفة «بربارة» حملت على مدار الساعات الأخيرة، ثلوجاً وأمطاراً انهمرت بغزارة، وأدّت إلى قطع طرقات وفيضانات في بعض المدن والمناطق اللبنانية، وإلحاق الأضرار ببعض المباني والممتلكات والمزروعات، مسجلةً درجات حرارة منخفضة.
واعتبر رئيس بعثة الهلال الأحمر القطري في لبنان عمر قاطرجي أن “الوضع صعب، ومن الضّروري، تعزيز التعاون بين المنظمات الإنسانية العاملة في عرسال، لتنسيق الاستجابة للحاجات الطارئة، إذ لا يجوز أن تتكرّر السيول والفيضانات في المخيمات، مع حلول كل عاصفة”. ودعا إلى “إيجاد الحلول المستدامة للحدّ من تداعيات الارتفاع الطارئ في منسوب المياه، عبر الاستثمار في قنوات تصريف المياه”.
وأوضح منسق الإغاثة والمستشار الإعلامي في بعثة الهلال الأحمر القطري في لبنان حسين حمدان، أن “البعثة تعمل على مستوياتٍ ثلاثة: الخيم المتضرّرة، غرف “التوتياء” وسحب المياه من الطرقات الرئيسية والفرعية للمخيمات، وذلك بالتنسيق مع بلدية عرسال”، آملاً “أن تبدأ المنظّمات الدولية مشاريعها المتعلّقة بموسم الشتاء”.